قصيدة "رسالة الأمَّة إلى القمة "
:
:
قصيدة تحت عنوان "رسالة الأمة إلى القمة"، يعبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن نبض كل عربي من المحيط إلى الخليج، وعن نبض كل صاحب ضمير حي في هذا العالم، إزاء ما نُكِبَ به أهلنا في غزة على أيدي بني صهيون.
يرثي سموه، في "رسالة الأمة إلى القمة"، حال العرب، متسائلاً عن أحلام الوحدة، ومنبهاً من أن ثمة من يقصدون استسلام الأمة باسم السلام الذي صاغوه أو كتبوه، وأن ما زادهم طمعاً هو فرقتنا، فيما هم على الغدر قد شبّوا.
"رسالة الأمة إلى القمة"، تفرض وقفة جادة من قبل من يعنيهم الأمر في هذه الأمة، حيث يحذر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من عاصفة وإعصار إن لم يُطفأ اللهب، ومؤكداً في الختام أن الحل إما سلام كله أمل يرتجى، وإما نضال كله غضب.
فتحية للفارس الشجاع، ولقصيده الذي يتجول في نبض الناس وشرايينهم، ويعبر عنهم، صدقاً ووطنية ونخوة وعدالة، في أزمنة الخوف والتوحش، وتبرير الإبادة والقتل الجماعي. وتحية للإنسان محمد بن راشد، ولقامته الشعرية المساوية لقامته كإنسان، لمن آمن بأن الأوطان لا يحرسها إلاّ الأحرار، وأن الحياة لا تكون عزيزة إذا تحولت إلى انحناءات دائمة.
رسالة الأمَّة إلى القمة
شعر: الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
مـا يَصنَـعُ الشّعـرُ فينـا أيُّهـا العَـرَبُ
ما دامَ قدْ ماتَ في أرواحنـا الغَضَـبُ
وأيــنَ مِـنَّـا يـــدُ الـتَّـاريـخ توقـظُـنـا
فرُبَّـمـا الـقـومُ نـامـوا بعـدمـا تَـعِـبـوا
وأيُّ ســيـــفٍ نـضــونــاهُ لِنَـكـبـتـنـا
حتـى ولـوْ كـانَ سيـفـاً أصـلُـهُ لُـعَـبُ
يا أمَّةَ الشَّجـبِ والتنديـدِ مـا صنعـتْ
فينا بطولاتُ منْ دانوا ومـنْ شجبـوا
عجِبْـتُ مـنْ حالنـا والدَّهـرُ يسألـنـي
أهــؤلاء هـــمُ الأخـيــارُ والـنُّـجُـبُ؟
وأيـنَ مـا كـانَ مـنْ أحــلامِ وحدَتـنـا
ومـا مَضَغْنـاهُ حتَّـى مَـلَّـتِ الخُـطَـبُ
أراهُ حُـلــمــاً يـنـاديــنــي وأتــبــعــهُ
لَمْعُ السَّـراب ويمضـي حيـن أقتـربُ
لَـيْـلُ البـطـولاتِ مــا هــذي مآثـرنـا
ولا الذي منـهُ كانـتْ تعجـبُ الشُّهُـبُ
قـدْ سيـمَ خَسْفـاً حِمـانـا بـعـدَ عِزَّتـنـا
وحَـكَّـمَ السـيَّـفَ فيـنـا مــنْ لــهُ أرَبُ
فـغــزةُ الـيــومَ فـيـهـا أهـلـنـا نُـكِـبـوا
بالصَّعْـقِ والحـرقِ والنيـرانُ تلتهـبُ
فــي كُــلِّ يــومٍ دمــاءُ الأبـريـاءِ ولا
مـنْ ناصـرٍ ودمـوعُ العَيْـن تنسـكـبُ
أدمَـى فـؤاديَ مــا يـجـري بساحتـنـا
ونـحـنُ لـمَّـا نــزلْ للـسِّـلـمِ نـرتـقـبُ
كـأنَّ تلـك الـدِّمـاءَ الطَّـاهـراتِ رأتْ
زيـفَ السـلامِ وبـانَ الوهـمُ والكَـذِبُ
يــا واهـبـاً لليـالـي الـحُـزنِ لوعَتَـهـا
خُـذْ مـنْ فـؤاديَ بعضـاً للـذي يـجـبُ
ومـنْ لهيـبٍ بصـدري فاتَّـخـذْ قَبَـسـاً
فلـيـلُ أوجاعـنـا فــي طـولـهِ عَـجَـبُ
هُــمْ يقـصـدون بــهِ استـسـلامَ أمَّتِـنـا
باسمِ السَّلامِ الذي صاغـوهُ أو كتَبـوا
وزادَهُــــمْ طَـمَـعــاً فـيـنــا تَـفَـرُّقـنــا
وهمْ على الغَدرِ قدْ شبّوا وقـد غَلَبـوا
فـالانـقـســامُ بــــــلاءٌ زادَ فُـرْقَـتَــنــا
كأنـمـا لــمْ يَـعُـدْ مـــا بيـنـنـا نَـسَــبُ
وقـمَّــةً مـــا عـرفـنـا أيـــنَ نعـقِـدُهـا
لأمَّــةٍ طــالَ فيـهـا الـقـتـلُ والـسَّـلـبُ
ولــــوْ صَـدَقْـنــا عَـقَـدنـاهـا بـثـانـيـةٍ
فـي خيْمَـةٍ حيـثُ لا ألقـابُ أوْ رُتَــبُ
يــا وَجْــهَ أمَّـتـيَ الغـالـي وسِحْنَتَـهـا
حتَّـى مـتـى بـدخـانِ الــذلِّ تحتـجـبُ
قالـوا يغـرِّدُ دونَ الـسِّـربِ وانتـقـدوا
يكفـي بأنِّـي أنـا الغِـرِّيـدُ يــا عَــرَبُ
مـاذا جنيـنـا مــنَ الأوهــامِ نَسْمَعُـهـا
إلاَّ المواعـيـدَ تـتــرىَ كـلُّـهـا كَـــذِبُ
خَـيـلُ القصـائـدِ تُنـبـي أنَّ عـاصـفـةً
مـنَ المشاعـرِ فيهـا الويـلُ والحَـرَبُ
وأنَّ ثــمَّـــةَ إعـــصـــاراً يُــفَــجِّــرُهُ
جيـلُ الشـبـابِ إذا لــمْ يُطـفـأِ اللَّـهَـبُ
وشعـبـنـا فــــي فلـسـطـيـنٍ تُـمـزقُــهُ
قنـابـلُ الـحـقـدِ لا ذنـــبٌ ولا سـبــبُ
سـتُّـونَ عـامــاً مـــنَ الآلامِ كـابـدهـا
شَـعْـبٌ حِـمـاهُ مَــدىَ الأيــامِ يُنتَـهَـبُ
إن كـانَ ولّـى زمــانٌ نـحـنُ سـادتـهُ
واسـوَدَّ لـيـلٌ بــهِ الحـيَّـاتُ تنتـصـبُ
فـــإنَّ فـيـنـا مـــن الآمـــالِ بــارقــةً
لمثلـهـا الـعَـرَبُ الـعَـربـاءُ تُحـتَـسـبُ
ولــــنْ نـسـلِّــم لـلـعـاديـنَ مطـلـبـهـمْ
مهما تمادى بنو صهيونَ واضطربوا
والـحــلُّ إمَّـــا ســــلامٌ كُــلُّــهُ أمَــــلٌ
يُرجـىَ وإمَّــا نـضـالٌ كُـلُّـهُ غَـضَـبُ